قال إلهامي المليجي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ومنسق المبادرة العربية لحرية القائد عبدالله أوجلان، في تصريحات، إنّ "إعلان حزب العمال الكردستاني وقف الكفاح المسلح تجاوباً مع دعوة عبدالله أوجلان يُمثّل محطة مفصلية في تاريخ الصراع الكردي – التركي.
وأضاف أنه إعلان لا يعكس فقط نضجاً سياسياً من قِبل الحركة الكردية، بل يحمل في جوهره دعوة مفتوحة لتأسيس مرحلة جديدة من السلم الأهلي والشراكة السياسية داخل تركيا، وما يجري حالياً هو اختبار حقيقي للدولة التركية: هل تلتقط هذه الإشارة التاريخية وتبني عليها مساراً تفاوضياً ديمقراطياً، أم تكتفي بتوظيفها في سياق أمني ضيق يهدف فقط إلى نزع السلاح وإنهاء التنظيم المسلح دون معالجة جذور الأزمة؟".
الخيار الأمني
ووفقاً للمحلل السياسي المصري، توحي المؤشرات بأن الدولة التركية ما زالت تميل إلى الخيار الأمني، عبر التنسيق مع حكومات إقليمية لتفكيك البنية المسلحة للحزب. لكن إن لم تُفتح جبهة سياسية موازية، تضمن الاعتراف بالهوية والحقوق الكردية، فإن هذه المبادرة، مهما كانت صادقة، قد تتحول إلى فرصة مُهدرة أخرى في سجل طويل من الفرص الضائعة.
ووصف "المليجي"، المخاوف من استمرار نهج التمييز التركي بأنها مشروعة بل وواقعية، لأن التجربة الطويلة مع الدولة التركية تُظهر أن بنيتها السياسية ما زالت أسيرة للعقيدة القومية الأحادية، التي لا ترى في التعددية الثقافية والسياسية غنى بل تهديداً، ففي بداياته، أظهر حزب العدالة والتنمية، بعض الانفتاح، لكن تحالفه مع اليمين القومي بعد 2015، أعاد عجلة التاريخ إلى الوراء، فشهدنا موجات من القمع السياسي، والتضييق على الحركة الكردية، واعتقال ممثليها المنتخبين.
من زوايا العالم