ألقى الأستاذ الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر كلمة خلال مؤتمر "السلام والمجتمع الديموقراطي الدولي" في إسطنبول، استهلّها بتوجيه التحية إلى الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، وتقديم الشكر إلى حزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركي على تنظيم المؤتمر.
وأوضح "الإمام" أنه خلال العامين الماضيين في جامعة دمنهور المصرية، قد قام بتدريس القضية الكردية وأفكار أوجلان ضمن مقرراته الجامعية، مشيراً إلى أن أحد طلاب الدراسات العليا يُعِدّ بحثاً أكاديمياً متخصصاً في فكر هذا الزعيم الكردي وهو ما اعتبره خطوة مهمة لترسيخ المعرفة العلمية بالقضية الكردية داخل الجامعات.
وتناول في كلمته أهمية قراءة التجربة التاريخية في بناء أمة ديموقراطية، مؤكداً أن العودة إلى الماضي ليست رفاهية فكرية، بل ضرورة لفهم الواقع وصياغة مستقبل قائم على العدالة والاستقرار.
وأشار إلى أن الكرد دافعوا عبر تاريخهم عن وجودهم، وأن الجبل كان دوماً مصدر قوة حافظ على هويتهم. كما لفت إلى أن الأتراك، بعد معركة ملاذكرد عام 1071، دخلوا الأناضول وعاشوا مع الكرد على الأرض نفسها، وأن الكرد شاركوا في تأسيس الدولة العثمانية، إلا أن السلطات العثمانية قمعت الإمارات الكردية عندما طالبت بحقوقها. ورغم ذلك، نجح الكرد خلال القرن التاسع عشر في الحفاظ على هويتهم بين القوى الإقليمية الكبرى.
وفي ختام حديثه، شدّد محمد رفعت الإمام على أهمية رؤية عبدالله أوجلان التي تعتبر العلاقة بين الكرد والترك قدراً اجتماعياً مشتركاً، مؤكداً أن معاهدة لوزان كرّست سياسة الإنكار بحق الشعب الكردي. ورأى أن الحل يكمن في تبنّي نموذج الإدارة الذاتية الديموقراطية ضمن إطار جمهورية ديموقراطية ومجتمع ديموقراطي يضمن الحقوق ويحقق الاستقرار.