وجّه الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، المسجون في سجن إمرالي شديد الحراسة، رسالة مطوّلة إلى كونفرانس “السلام والمجتمع الديمقراطي” الدولي الذي انعقد اليوم السبت، حيث جرى تقديم رسالته عبر ويسي آكتاش، الذي أمضى عشرة أعوام في إمرالي قبل الإفراج عنه في تموز الماضي.
وأكد أوجلان في رسالته أن المرحلة الحالية تمثّل “وقت النصر المبني على اشتراكية المجتمع الديمقراطي”، مشيراً إلى أنّ استئناف المفاوضات مع الدولة التركية داخل إمرالي يجري في ظل عزلة مستمرة منذ 26 عاماً، بهدف الوصول إلى سلام عادل وحل ديمقراطي للقضية الكردية.
وشدّد أوجلان على أنّ نضال الشعب الكردي الممتد لأكثر من نصف قرن بلغ مرحلة إعادة بناء “جمهورية ديمقراطية ومجتمع ديمقراطي”، لافتاً إلى أنّ حزب العمال الكردستاني أدّى “مهمته التاريخية” في ترسيخ الوجود الوطني للكرد، وفي كشف محدودية “اشتراكية الدولة القومية” التي عجزت عن تحقيق التحول الاجتماعي.
وتناول أوجلان في رسالته قراءة نقدية للتجربة الاشتراكية في القرن العشرين، موضحاً أن الأزمة لا تكمن فقط في القمع الرأسمالي، بل أيضاً في الأخطاء النظرية والبنيوية داخل الحركات الاشتراكية. كما دعا إلى تجاوز الديالكتيك الكلاسيكي، والنظر إلى التناقضات الاجتماعية باعتبارها عناصر تكاملية لا هدّامة.
واعتبر أوجلان أن الرأسمالية الحديثة تحوّلت إلى “مرض يهدد البشرية”، محذّراً من آثارها على البيئة وبنية المجتمع، ومؤكداً ضرورة تقديم قراءة تاريخية بديلة تنطلق من “الكومونات” والمجتمعات الأولى قبل ظهور الطبقات والدولة القومية.
وشدد على أن اشتراكية المجتمع الديمقراطي، المرتكزة إلى الحرية والبيئة والديمقراطية والمرأة، تمثل بديلاً واقعياً لاشتراكية الدولة التي أثبتت فشلها. ودعا إلى بناء جمهورية ديمقراطية تقوم على التعاقد مع المجتمع لا على سلطة فوقية، مؤكداً أن الحوار والتفاوض الديمقراطي طريق أساسي لبناء السلام في الشرق الأوسط.
وختم أوجلان رسالته بالتأكيد على أهمية ترسيخ “قانون الاندماج الديمقراطي” القائم على المواطنة الحرة والسلام والحرية، باعتباره الطريق نحو سلام دائم وتحول ديمقراطي شامل، متمنياً النجاح لأعمال الكونفرانس.