يسعى تجار المعادن الأرضية النادرة في الصين إلى إيجاد طرق للالتفاف على قيود التصدير التي فرضتها بكين مؤخرًا، إذ تعمل الشركات على تطوير حلول تقنية تتيح لها الحفاظ على تدفق مبيعات المغناطيس إلى المشترين في الغرب، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقد أدت اللوائح الصينية الجديدة الخاصة بتراخيص التصدير، التي جرى تطبيقها مطلع العام، إلى تقليص إمدادات المعادن الأرضية النادرة، ما دفع الشركات المصنعة للمغناطيس إلى البحث عن بدائل تسمح لها بالامتثال للقوانين دون خسارة عقودها مع الزبائن الأجانب. وتشمل هذه البدائل تعديل تركيبة المغناطيس لتقليل استخدام العناصر المقيدة، أو شحن المغناطيسات داخل منتجات جاهزة مثل المحركات، بحسب موظفين في شركات صينية وأخرى غربية تعتمد على هذه الإمدادات.
يأتي هذا التطور في سياق التوتر المستمر بين بكين وواشنطن حول السيطرة على سوق العناصر الأرضية النادرة التي تُعد أساسية لصناعة السيارات، وتوربينات الرياح، والمعدات العسكرية المتقدمة. وتُهيمن الصين على الجزء الأكبر من الإنتاج العالمي لهذه المعادن والمغناطيسات المصنعة منها.
وفي وقت سابق هذا العام، عززت الصين القيود عبر نظام تراخيص جديد، ما تسبب في تعطيل الإمدادات وإلحاق الضرر بالشركات الغربية. ورغم اتفاق لاحق مع الولايات المتحدة لتأجيل بعض القيود، ما تزال المخاوف قائمة من نقص محتمل في الإمدادات.
لجأت بعض الشركات الصينية إلى تطوير مغناطيسات لا تحتاج إلى عناصر أرضية نادرة ثقيلة مثل الديسبروسيوم والتيربيوم، اللذين يُستخدمان عادة لتحسين قدرة المغناطيس على تحمل درجات الحرارة المرتفعة. ووفق القواعد المطبقة منذ أبريل، فإن وجود كميات بسيطة من هذه المواد يستلزم تراخيص تصدير قد يستغرق الحصول عليها وقتًا طويلًا.
وتعمل الشركات الآن على إنتاج مغناطيسات عالية الأداء دون هذه العناصر، عبر تقنيات مثل طحن المواد إلى حبيبات فائقة الدقة لزيادة تحملها الحراري، وهي عمليات مكلفة تتطلب معدات خاصة.
وتستطيع بعض هذه المغناطيسات الجديدة العمل عند درجات حرارة تصل إلى 300 درجة مئوية، ما يجعلها مناسبة للعديد من الأجهزة المنزلية، رغم أن الصناعات المتقدمة كالسيارات والطائرات تحتاج عادةً إلى معايير حرارية أعلى.
وتضم قائمة الشركات التي بدأت تسويق منتجات خالية من العناصر الأرضية النادرة الثقيلة كلًا من: يونجوماج، آنهوي هانهاي نيو ماتيريال، زاوباو ماجنت، وإكس-ماج، التي نشرت بيانات تفصيلية عن تقدمها في تطوير مغناطيسات مقاومة للحرارة لا تتطلب تراخيص تصدير.