شهدت ولايات كردفان ودارفور خلال الساعات الماضية تصعيدًا عسكريًا واسعًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تدهور إنساني متسارع في مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
أفادت مصادر صحفية، أن الجيش السوداني نفّذ ضربات جوية استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع غرب مدينة العباسية في ولاية جنوب كردفان، في إطار محاولاته لوقف تمدد القوات المتمردة في مناطق التماس.
أكدت المصادر، أن الجيش السوداني أسقط طائرة شحن كانت تحمل عتادًا عسكريًا لقوات الدعم السريع أثناء محاولتها الهبوط في مطار الفاشر، ما يعدّ ضربة لوجستية مباشرة لخطوط الإمداد التابعة للقوات التي سيطرت على المدينة قبل أسابيع.
كما نفّذت مسيّرات تابعة للجيش السوداني ضربات دقيقة على مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة عمليات تهدف إلى شلّ قدرات القوات المتمردة في المنطقة الغنية بالممرات الاستراتيجية.
وفي سياق متصل، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة تعمل بالتنسيق مع دول إفريقية والاتحاد الإفريقي، إلى جانب منظمات دولية مثل "اليونيسف"، من أجل تأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين من مدينة الفاشر.
وأشار حق إلى أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءًا منذ سيطرة قوات الدعم السريع عليها، ما دفع آلاف المدنيين لمحاولة الفرار وسط مخاطر كبيرة.
تشير التطورات العسكرية إلى توسع رقعة المواجهات في الإقليم، بينما تسابق الأمم المتحدة الزمن لإنقاذ المدنيين المحاصرين في الفاشر. وبين استمرار الضربات الجوية وتصاعد القتال البري، يبقى الوضع الإنساني هو الأكثر تأثرًا بالعمليات المتبادلة.
