أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن طيران الجيش نفّذ جولة عملياتية في أجواء مدينة حمص وسط سوريا، بهدف جمع معلومات استخباراتية. جاء ذلك بالتزامن مع تأكيد مراسلي "العربية/الحدث" وجود تحليق مكثف لطائرات حربية في سماء عدد من المناطق السورية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن طائرات حربية إسرائيلية اخترقت الأجواء في الجنوب السوري، وعبرت فوق القنيطرة وجبل الشيخ باتجاه غرب دمشق، قبل أن تتجه شمالاً نحو محافظتي حمص وحماة. كما أفاد التلفزيون السوري بأن سرباً من الطيران الإسرائيلي اقترب من منطقة لواء إسكندرون شمالاً، بعد التحليق فوق ريف حماة الغربي وريف اللاذقية وريف إدلب الجنوبي والشرقي.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، لمناطق تسيطر عليها إسرائيل في جنوبي سوريا، حيث أكد خلال لقائه الجنود أن "إسرائيل تولي أهمية كبرى لقدراتها الدفاعية والهجومية لحماية حلفائها الدروز، وقبل كل شيء حماية حدودها الشمالية مقابل الجولان".
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن جولة نتنياهو ووزيريه جاءت ضمن سياق الجهود الأميركية الرامية لدفع اتفاقية أمنية أو سياسية بين إسرائيل وسوريا، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الجولة هدفت إلى تقييم الأوضاع الميدانية على الجبهة الشمالية.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً شديد اللهجة أدانت فيه الزيارة "غير الشرعية" لنتنياهو وعدد من المسؤولين الإسرائيليين، معتبرة أنها تمثل "انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها"، ومؤكدة أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الجنوب السوري "باطلة ولا تحمل أي أثر قانوني وفق القانون الدولي".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء الزيارة، بينما دانت وزارة الخارجية الأردنية الخطوة، ووصفتها بأنها "تصعيد استفزازي وانتهاك خطير لسيادة دولة عربية".
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية قبل أيام أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا وصلت إلى طريق مسدود، نتيجة خلافات بشأن الانسحاب من الجنوب السوري، مشيرة إلى أن إسرائيل تشترط توقيع "اتفاق سلام" قبل أي انسحاب.
ويأتي ذلك بعد أن أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني سابقاً"، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست"، أن المفاوضات المباشرة بين الجانبين شهدت تقدماً ملموساً خلال الأسابيع الماضية.
