كشفت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، نقلًا عن مصادر عسكرية، أن الهدف من الهجمات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان هو "تفكيك سلاح حزب الله"، مشيرةً إلى أن إسرائيل تكثّف غاراتها بعد رصد "نشاط مفرط" للحزب وسعيه لإعادة بناء قدراته العسكرية.
ونقلت الهيئة عن تلك المصادر قولها: "إذا لم يقم الجيش اللبناني بتفكيك سلاح حزب الله، فستقوم إسرائيل بذلك"، مؤكدة أن الغارات الأخيرة تأتي ردًا على محاولات الحزب إعادة بناء بنيته العسكرية وتهريب الصواريخ وتجنيد عناصر جدد، خاصة في وحدة الرضوان.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "لن يسمح لحزب الله بالتمركز في القرى القريبة من الحدود"، ويواصل استهداف مواقعه في مختلف المناطق اللبنانية.
وفي إطار التصعيد، وجه جيش الاحتلال إنذارات عاجلة إلى سكان قرى الطيبة، وطير دبا، وعيتا الجبل، وكفر دونين، وزوطر الشرقية، طالبًا منهم الإخلاء الفوري من مبانٍ محددة، مؤكدًا أن القصف يستهدف فقط "نشاطات الحزب العسكرية"، نافيًا وجود خطة لإخلاء شامل.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال رد من حزب الله قد يؤدي إلى جولة قتال تستمر عدة أيام، مؤكدة أنه "لم تعد هناك أي معادلات" وأن "الحزب ولبنان سيدفعان ثمنًا باهظًا".
من جهة أخرى، أكدت المصادر أن العمليات في لبنان تُنفذ بتنسيق مع الولايات المتحدة، التي تحتفظ بعناصر من قيادتها في قاعدة الشمال منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن واشنطن "تتفهم ضرورة تفكيك سلاح حزب الله وفقًا لقرار الحكومة اللبنانية".
في المقابل، أصدر حزب الله بيانًا رسميًا جدد فيه رفضه التفاوض "تحت التهديد أو الابتزاز العسكري"، مؤكدًا حقه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه للجيش اللبناني في حماية سيادة البلاد.
وشدد الحزب على أن لبنان "غير معني بأي تفاوض سياسي في ظل العدوان"، وأنه يتمسك فقط بـ"وقف إطلاق النار وفق الاتفاق المعلن".
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية اليومية على جنوب لبنان، رغم دخول الهدنة التي رعتها الولايات المتحدة حيز التنفيذ في نوفمبر 2024.