بث تجريبي

السويداء مدينة منكوبة تحت نيران الدمار والانتهاكات

أكد شهود عيان لوسائل الإعلام بأن مدينة السويداء أصبحت مدينة منكوبة والهجمات البربرية التي طالت المدينة أثرت في البنى التحتية بشكل كبير مما أدى إلى توقف الخدمات في المدينة.

في تاريخ 16 تموز تعرضت مدينة السويداء لهجمات بربرية واسعة ومروعة شنته تنظيم داعش بالتنسيق مع ما يُعرف بـ عناصر "الأمن العام" التابعة لحكومة دمشق الانتقالية بحق أهالي المنطقة. مما أسفر عن خسائر فادحة، في حين لم يسلم لا المدنيين ولا البنية التحتية ولا حتى المؤسسات الخدمية من تلك الهجمات، حيث تجاوز ذلك مستوى الهجمات، ووصل بهم إلى ارتكاب المجازر بحق الأهالي في المدينة.

إذ لم تفرق قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية المؤقتة بين كبير وصغير، صوبوا بنادقهم في وجه كل من ظهر أمامهم، لم تكن تعني لهم الأماكن التي تتواجد فيها الأهالي شيئاً، فمنهم من قتل في بيته وهو نائم، منهم من قتل في عمله وهو يسعى وراء لقمة عيشه ومنهم من قتل وهو يؤدي صلاته وآخر ما فجع به الأهالي هي المجزرة التي ارتكبت في المشفى الوطني في المدينة.

وأعلنت مصادر محلية ومنظمات حقوقية أن محافظة السويداء في الجنوب السوري أصبحت منطقة منكوبة بالكامل.

بحسب شهادات موثقة ومقاطع فيديو متداولة، اقتحمت قوات مسلحة المدينة بالدبابات، وسط قصف عشوائي على الأحياء السكنية، ما أدى إلى مقتل المئات من الأطفال والنساء وكبار السن.

ووفق ما أفاد به وسائل الإعلام في السويداء بأن عدد الضحايا الذين استشهدوا جراء المجزرة التي ارتكبت في المستشفى بلغ 1550 شهيد و3000 مصاب. 

والمشاهد القادمة من المدينة ترصد جثث الضحايا ملقاة في الشوارع. في ظل عجز كامل للكوادر الطبية والمستشفيات التي خرجت جميعها عن الخدمة بسبب القصف ونقص المستلزمات. كما تم اقتحام مستشفى المدينة وقُتل الجرحى داخله، وتم قصف المبنى بالدبابات، واحتجاز الكادر الطبي بالكامل. وفي هذا السياق روى اثنين من الكادر الطبي في المشفى الوطني اللذان تحفظا عن عدم ذكر اسمائمهما تفاصيل المجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش مع عناصر "الأمن العام" التابعين لحكومة دمشق المؤقتة لوسائل الإعلام.

في البداية تحدث أحد دكاترة المستشفى عن الانتهاكات التي مورست حيال المرضى، قائلاً: "تعرض قسم الإسعاف في المستشفى الوطني لهجمات شرسة من قبل المسلحين، ونفذوا عمليات قتل، سرقة، نهب وتشليح، و أقدموا على مضايقة الكادر الطبي ومصادرة هواتفهم، كما دمروا الأجهزة الطبية في المستشفى".

وبدوره قال أحد الكوادر الطبية في المستشفى: "بتاريخ 16 تموز 2025 بدأت القوات بالدخول إلى مدينة السويداء، حيث ارتكبوا جرائم وحشية في المدينة، ولم يكن هجومهم على الأهالي الذين كانوا يدافعون عن المدينة فحسب، إنما طال هجماتهم على جميع الأهالي، وتعد هذه الممارسات البربرية عار على الإنسانية، إذ أقدموا على قتل كل شخص يرونه أمامهم، كما أنهم قصفوا المدينة بشكل كامل بقذائف الهاون".

وذكر بأن السويداء أصبحت اليوم مدينة منكوبة، مضيفاً: "قوات الأمن العام دخلت المدينة بحجة حماية الأهالي فهنا نتساءل هل هذه هي الحماية التي أرادوا أن ينشروها في المدينة، أو سيحموننا من أهالي مدينتي؟، السويداء اليوم أصبحت مدينة منكوبة، الدمار الذي حل بالمدينة لا يمكن أن يعوض. كما أن الاتصال أو أي خدمة محلية باتت مقطوعة في المدينة".

وخلال حديثه، نوه أحد الكوادر الطبية في المستشفى إلى أن بالرغم من وجود هدنة وإعلان وقف إطلاق النار لمدة إلا أن الإصابات تأتي إلى المستشفى بشكل دائم وقال: "قبل أيام صرحت جهات الإعلام عن اتفاقية هدنة، إلا أنه لا نعرف إن كانت الهدنة لا تزال مستمرة، لأن الإصابات لا تزال تأتي إلى المستشفى بشكل دائم، كما كان هناك نقص كبير في الكادر الطبي بسبب انقطاع الطرقات ووجود قناصين على محور المدينة. لكن اليوم الوضع مستقر حالياً والكوادر المتطوعة منتشرة في أحياء المدينة لتساعد الأهالي والكادر الطبي في انتشال جثامين الأهالي والجماعات المسلحة التي دخلت المدينة، وفي هذه الخطوة نتقرب بشكل إنساني".

وفي ختام حديثه، أشار أحد كوادر الطبية في المستشفى إلى أن الهجمات ودخان القذائف والجثامين الموجودة في الشوارع والطرقات أثرت بشكل كبير على البيئة، هؤلاء الأشخاص لا يمثلون السوريين ولا يشبهونا في شيء قاموا بالتنكيل بجثث الأطفال والنساء وكبار السن، اغتصبوا النساء، قتلوا الأطفال و كبار السن، مؤكداً أن فصائل مدينة السويداء لا تخرج خارج إطار المدينة بل كانت في موقف الدفاع عن الأرض وهذا حق طبيعي.

قد يهمك