أعلن حلف شمال الأطلسي أن طائرات مقاتلة تابعة له انطلقت ليل الجمعة ردًا على هجوم روسي واسع استهدف مناطق غربية في أوكرانيا، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية. وأوضحت القوات المسلحة البولندية أن مقاتلاتها أقلعت بسرعة، وتم وضع أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب بعد إطلاق روسيا 653 طائرة مُسيّرة و51 صاروخًا على مختلف المناطق الأوكرانية. وأكدت وارسو أن العمليات الجوية استمرت نحو أربع ساعات دون تسجيل أي اختراق للمجال الجوي البولندي.
وجاء القصف الروسي، الذي قالت وزارة الدفاع الروسية إنه رد على هجمات أوكرانية على "أهداف مدنية"، في وقت يعقد فيه مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون اجتماعات في ميامي لبحث مسار تفاوضي نحو السلام. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد رفض مقترحًا أمريكيًا هذا الأسبوع مشترطًا تنازلات إضافية من كييف.
وبحسب "ذا تليجراف"، شاركت قوات ألمانية وإسبانية وتشيكية وهولندية في استجابة الناتو خلال الضربات الليلية. كما أرسلت بولندا مقاتلات إضافية اليوم السبت بعد اقتراب دفعات من الصواريخ الروسية من حدودها مع أوكرانيا، في حين وضعت عدة دول أوروبية أخرى منظومات دفاعها الجوي في وضع الاستعداد تحسبًا لأي خرق محتمل.
وذكرت تقارير مراقبة أن طائرات روسية قادرة على حمل صاروخ "كينزال" شوهدت خلال الهجوم. ويعد هذا الصاروخ واحدًا من أبرز الأسلحة الروسية التي وصفتها موسكو بأنها تتجاوز قدرات الدفاعات الجوية التقليدية، وهو ادعاء سبق أن شككت فيه دول غربية بعد تمكن أوكرانيا من اعتراض بعض تلك الصواريخ باستخدام منظومة "باتريوت" في 2023.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا استخدمت 17 صاروخًا باليستيًا و36 صاروخًا مجنحًا إلى جانب مئات الطائرات المسيّرة من طراز "شاهد"، مستهدفة 29 موقعًا داخل البلاد. وأشارت "ذا تليجراف" إلى أن موسكو تكثف هجماتها مع دخول فصل الشتاء بهدف إلحاق ضرر واسع بالبنية التحتية للطاقة وإرباك المجهود العسكري الأوكراني.