تواجه قيادة وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث ضغوطاً متزايدة داخل الكونغرس، مع تردد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في إعلان دعمهم له بشكل صريح، بينما يتركون قرار بقائه للرئيس دونالد ترامب، وفق ما ذكرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وأعرب السيناتور الجمهوري ثوم تيليس، الذي أدلى بصوته الحاسم لتأكيد تعيين هيجسيث، عن قلقه من سلسلة قرارات وصفها بأنها "مربكة"، مشيراً إلى تباين كبير في أداء الوزير. وانتقد تيليس تعامل هيجسيث مع واقعة تسريب معلومات عسكرية حساسة عبر تطبيق "سيجنال"، بعد إضافة صحفي من مجلة "ذا أتلانتيك" عن طريق الخطأ إلى محادثة ضمت بيانات عملياتية سرية، مؤكداً ضرورة الاعتراف بالأخطاء وتحمل المسؤولية.
بدوره، أكد السيناتور الديمقراطي جاك ريد أن تقرير المفتش العام خلص إلى أنّ تصرف هيجسيث عكس "تجاهلاً متهوراً لسلامة العسكريين وانضباط العمل العسكري"، مشيراً إلى أن التسريب كان قادراً على تعريض المهمة والقوات الأمريكية للخطر.
وتصاعد الجدل بعد تقرير نشرته "واشنطن بوست"، كشف تنفيذ البحرية الأمريكية ضربة صاروخية ثانية استهدفت ناجين كانوا على متن حطام قارب فنزويلي يشتبه بضلوعه في تهريب المخدرات. ورغم نفي هيجسيث للرواية واعتبارها "أخباراً مزيفة"، أكد البيت الأبيض لاحقاً وقوع الضربة في الثاني من سبتمبر.
وأشار مسؤولون نقلت عنهم "ذا هيل" إلى أنه لم يصدر أمر مباشر من هيجسيث بتنفيذ الهجوم الثاني، بينما انتقد السيناتور تيليس طريقة تعامل الوزير مع الأزمة، معتبراً أن إصدار تصريحات قبل التحقق الكامل من الوقائع "تصرف غير احترافي".
كما وصفت السيناتورة جوني إرنست فترة هيجسيث في البنتاغون بأنها "وعرة"، مشيرة إلى أنها تنتظر مزيداً من التفاصيل قبل إصدار حكم نهائي، رغم تلقيها إحاطات تفيد بأن الضربة الثانية كانت مبررة.
وخرج السيناتور الجمهوري راند بول بموقف أكثر تشدداً، مطالباً هيجسيث بالمثول أمام مجلس الشيوخ تحت القسم والكشف عن تسجيلات الهجوم. وتبنى زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر المطلب ذاته، مشدداً على ضرورة الكشف عن التسجيلات ودوافع القرار.
ونقلت الصحيفة عن سيناتور جمهوري رفض الكشف عن هويته قوله إن "الإحباط داخل الكتلة الجمهورية كبير"، مشيراً إلى خطوات اتسمت بـ"العدوانية"، من بينها إعادة تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب". كما أثار قرار هيجسيث في مايو الماضي بوقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا دون تنسيق كامل مع البيت الأبيض انتقادات حادة داخل الحزب.
ورفض زعيم الأغلبية الجمهورية جون ثون التعبير عن دعمه الصريح للوزير، مكتفياً بالقول إن هيجسيث "يعمل بناءً على رضا الرئيس". وكرر الموقف نفسه عندما طُلب منه التعليق على تقرير المفتش العام، مؤكداً أن الإدارة الحالية جعلت الولايات المتحدة "أكثر أماناً" مقارنة بفترة إدارة بايدن.
وسار عدد من أعضاء مجلس الشيوخ على النهج ذاته، مؤكدين أن قرار الإبقاء على هيجسيث يعود في النهاية إلى الرئيس ترامب.
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم
من زوايا العالم