بث تجريبي

البابا لاوون الرابع عشر من حاريصا: الكنيسة في لبنان تحمل رسالة تعليم ومحبة

في محطة روحية مؤثرة ضمن زيارته إلى لبنان، التقى البابا لاوون الرابع عشر الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعاملين في الرعويات داخل مزار سيدة لبنان – حاريصا، حيث ألقى كلمة دعا فيها إلى تعزيز رسالة الرجاء والسلام والمحبة، مؤكداً الدور التاريخي للكنيسة اللبنانية في التعليم وخدمة الفقراء.

تحية إلى الإكليروس: “ألتقيكم بفرح كبير”

استهلّ البابا لقاءه بتحية الحاضرين قائلاً: "الإخوة الأعزاء… صباح الخير"، مؤكداً أن زيارته التي تحمل شعار "طوبى لفاعلي السلام" تأتي لتعزيز الروابط الروحية في بلد لطالما شكّل نموذجاً للتعايش.

واستعاد كلام القديس يوحنا بولس الثاني للبنانيين: "أنتم مسؤولون عن الرجاء"، مشيراً إلى أن شهادات الحاضرين تؤكد أن هذه الكلمات “لم تذهب سدى”، وأن الشركة الكنسية تُبنى بالمحبة والعمل اليومي.

حريصا… رمز وحدة اللبنانيين

وتوقف البابا عند كلمات البطريرك ميناسيان عن جذور العزيمة المتجذرة في “المغارة الصامتة للقديس شربل” وفي مزار حريصا الذي وصفه بأنه “علامة وحدة لكل الشعب اللبناني”. وأكد أن الصلاة والرجاء يشكلان في لحظات الضيق “الجسر الخفي الذي يوحّد القلوب”.

وأشار إلى رمزية المرساة في شعار الزيارة، باعتبارها علامة للإيمان والثبات وفق توجيهات البابا فرنسيس.

دعوة لبناء السلام: محبة متجذرة كالأرز

شدد البابا على أن السلام يُبنى بالمحبّة والعطاء، وأن الأعمال المستدامة تحتاج جذوراً قوية “مثل جذور الأرز”.
وأشاد بما سمعه من الأب يوحنا عن قرية الدبابية حيث يتعايش المسيحيون والمسلمون واللاجئون “بسلام ويساعد بعضهم بعضاً”، مؤكداً أن كل شخص يقدّم شيئاً ويتلقى شيئاً في منظومة المحبة.

كما استعاد كلام البابا بندكتس السادس عشر حول انتصار المحبة والمغفرة والتواضع وقدرتها على تحويل الألم إلى “صرخة حب لله ورحمة للقريب”.

الشباب والمهاجرون والتعليم… ركائز العمل الرسولي

وتوقف البابا عند ضرورة مرافقة الشباب وإعطائهم مساحة داخل الحياة الكنسية، مشيداً بشهادة لورين حول خدمة المهاجرين، وبشهادة الراهبة ديمة التي أبقت المدرسة مفتوحة خلال العنف وحوّلتها إلى ملجأ آمن ومركز تربوي فعّال.

وأكد أن الكنيسة في لبنان اهتمّت منذ عقود بالتعليم، داعياً إلى مواصلة هذا المسار خصوصاً تجاه الفقراء والمحتاجين، قائلاً:"لكي ترتبط دائماً تنشئة الفكر بتربية القلب… مدرستنا الأولى هي الصليب، ومعلّمنا الوحيد هو المسيح."

الوردة الذهبية… رسالة عطر المحبة

وأشار البابا إلى أنه سيقدّم للمزار الوردة الذهبية كعمل رمزي يعكس “راحة المسيح الطيبة”، مشبهاً هذه الرائحة برائحة الموائد اللبنانية التي تجمع تنوع النكهات وتُجسّد المشاركة والوحدة.

ختام برسالة محبة يومية

وختم قائلاً:"ليكن هذا روح الرتبة التي نريد القيام بها، وقبل كل شيء، الروح التي نجتهد أن نعيشها كل يوم متحدين في المحبة."

قد يهمك