أجرت حاجة لحبيب، المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، زيارة ميدانية إلى معبر رفح البري اليوم الجمعة، برفقة محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور، بهدف الاطلاع على آليات إدخال المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة، في ظل التحذيرات الدولية من تدهور الأوضاع الإنسانية مع اقتراب فصل الشتاء.
وبدأت لحبيب جولتها من أمام بوابة المعبر، مؤكدة في تصريحات صحفية أن غزة تحتاج إلى تدفّق مستمر للمساعدات الغذائية والدوائية ومستلزمات الشتاء عبر مختلف المعابر، وشددت على ضرورة التزام إسرائيل بالسماح لوكالات الإغاثة بالعمل دون قيود، وضرورة توفير معلومات واضحة حول مسار المساعدات.
وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي، بوصفه مسؤولًا أمام دافعي الضرائب، ملتزم بضمان وصول المساعدات وفق معايير الأمم المتحدة ومبادئ الحياد والاستقلالية. وأضافت أن الهدف هو تسريع إيصال الإمدادات لإنقاذ المدنيين في غزة والانتقال لاحقًا إلى مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار، مشيدة بالجهود المصرية في وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات، مع تقديرات دولية تشير إلى حاجة القطاع لنحو 600 شاحنة يوميًا.
وحذرت لحبيب من أن العائلات في غزة "تعيش على حافة الهاوية"، منبهة إلى أن استمرار القيود على دخول المساعدات قد يؤدي إلى شتاء كارثي، ودعت إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والقانون الدولي وحماية المدنيين. وشددت على ضرورة السماح بإدخال الإمدادات الإنسانية، مؤكدة أن الجهود المصرية ضرورية لإنهاء الحرب وبدء إعادة الإعمار.
كما اطّلعت المفوضة الأوروبية على البوابة الفرعية لنقل المساعدات، حيث تمر الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم بعد تفريغها للتفتيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن عمليات الإعادة أو الإعاقة المتكررة للشحنات تمثل أحد أبرز التحديات أمام وصول الإغاثة إلى مستحقيها.
من جانبه، أكد اللواء خالد مجاور أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري ومخصص لعبور الأفراد، بينما يبقى مغلقًا من الجانب الفلسطيني بسبب السيطرة الإسرائيلية. وقال إن مصر استقبلت مصابين فلسطينيين قبل سيطرة القوات الإسرائيلية على الجزء الفلسطيني من المعبر، مشيرًا إلى أن مصر قدمت أكثر من 70% من المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ اندلاع الحرب، إضافة إلى الرعاية الطبية التي قُدمت للجرحى والمرضى في مستشفياتها.
وأوضح أن المساعدات تُنقل حاليًا عبر بوابة جانبية إلى كرم أبو سالم رغم إجراءات الفحص والإعادة من الجانب الإسرائيلي. وأعلن استعداد مصر للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، والتي تشمل توسيع نطاق المساعدات والبدء في إعادة الإعمار، مؤكدًا جاهزية المحافظة بنسبة 100% من حيث الطرق والمخازن ونقاط التفريغ لضمان تدفق الإمدادات بفعالية.
وأشار إلى أن الأجهزة التنفيذية في شمال سيناء أنهت الاستعدادات اللوجستية والهندسية اللازمة للمرحلة المقبلة من إعادة إعمار غزة، مؤكدًا أن مصر تتعامل مع الملف باعتباره جزءًا من دورها في دعم الشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة.
واختتمت الزيارة باجتماع في ديوان عام محافظة شمال سيناء بالعريش، تناول تنسيق الجهود بين الاتحاد الأوروبي ومصر لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية وتعزيز جهود التهدئة وإعادة الإعمار.