أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، الجمعة، أن التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تستهدف بالدرجة الأولى ردع بيونج يانج، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار نهج تصعيدي يعمّق التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضحت الوكالة أن الحليفين نفذا تدريبات متنوعة، شملت مناورات بحرية في المياه القريبة من مدينة بيونغتيك الكورية الجنوبية، باستخدام مدمرة صواريخ موجهة وطائرات هليكوبتر مضادة للغواصات، كما نشرت الولايات المتحدة مقاتلات إف-16 في قواعد جوية داخل كوريا الجنوبية واليابان، في إطار تعزيز الردع العسكري في المنطقة.
وأضافت وكالة بيونج يانج أن الولايات المتحدة "تهدد السلام والاستقرار وتدمر التوازن الأمني الاستراتيجي"، مشيرة إلى أن التدريبات لا تستهدف كوريا الشمالية فقط، بل تمتد لردع دول أخرى في المنطقة "بالقوة".
وكان رئيس كوريا الجنوبية لي-جيه ميونغ قد صرح في وقت سابق هذا الأسبوع بأن "من الأفضل" للحليفين وقف التدريبات المشتركة فور التوصل إلى نظام سلام راسخ في شبه الجزيرة، في إشارة إلى استعداد سيول لخفض التوتر حال حدوث اختراق سياسي.
ومضى أكثر من أسبوع منذ أن اقترحت كوريا الجنوبية إجراء محادثات مع كوريا الشمالية لوضع حدود واضحة على طول خط ترسيم الحدود العسكرية، بهدف منع الاشتباكات المسلحة. غير أن بيونج يانج لم ترد حتى الآن على المقترح، مما يعكس استمرار الجمود السياسي بين الجانبين.
تشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً مستمراً منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار دون إبرام معاهدة سلام رسمية، ما جعل البلدين في حالة حرب من الناحية القانونية، ومنذ ذلك الحين، اعتمدت كوريا الشمالية سياسة عسكرية مكثفة شملت تطوير الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية، بينما عززت كوريا الجنوبية تحالفها العسكري مع الولايات المتحدة التي تحتفظ بحوالي 28 ألف جندي على أراضيها.
تزايدت حدة التوتر خلال السنوات الأخيرة مع إطلاق كوريا الشمالية عشرات الصواريخ وإجراء اختبارات عسكرية، وردّ واشنطن وسيول بتكثيف المناورات المشتركة، بهدف تعزيز الردع ومواجهة أي تهديد محتمل، وترى بيونج يانج أن هذه المناورات تمثل "استفزازاً مباشراً"، بينما تعتبرها سيول وواشنطن ضرورية لحماية أمنهما المشترك.
كما تعثرت محاولات الحوار بين الكوريتين منذ عام 2019 بعد توقف محادثات نزع السلاح النووي، بينما تسعى سيول حالياً لإحياء الحوار عبر طرح مقترحات لتحديد الحدود العسكرية بوضوح ومنع أي اشتباكات عرضية، في وقت تستمر فيه كوريا الشمالية في تجاهل هذه المبادرات.