أطلقت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تحذيراً شديد اللهجة من كارثة إنسانية وشيكة، مؤكدة أن المجاعة بلغت مستويات غير مسبوقة وأن الموت جوعاً بات “واقعاً يومياً” يهدد السكان.
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قالت التنسيقية إن السكان لم يعودوا يجدون حتى علف الحيوانات الذي كان يستخدم كبديل للغذاء، مشيرة إلى تسجيل وفيات يومية بين الأطفال والنساء وكبار السن بسبب نقص الطعام.
وحمّلت التنسيقية قوات الدعم السريع مسؤولية تفاقم المأساة، متهمة إياها بفرض حصار شامل على المدينة واستخدام التجويع والقصف ضد المدنيين، ووصفت ذلك بأنه “جريمة ممنهجة” تهدف لإخضاع الأهالي بالقوة.
كما وجّه البيان انتقادات حادة للسلطات الرسمية بسبب “الصمت والعجز عن التحرك”، واتهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالاكتفاء بـ”الحديث عن مقترحات بلا تنفيذ”، في إشارة إلى التعثر في إنزال مساعدات جوية للمدينة.
ودعت التنسيقية إلى تدخل فوري قائلة: “أوقفوا نزيف الفاشر وافتحوا جسراً جوياً الآن”، لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين.
وتعيش الفاشر منذ أشهر تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، ما أدى إلى توقف الإمدادات الغذائية والطبية وتدهور الأوضاع المعيشية. ويأتي ذلك في سياق الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين النازحين.
وتحذر الأمم المتحدة منذ أسابيع من أن المدينة تقف على حافة المجاعة، مع تعطل دخول المساعدات وانهيار الخدمات الصحية واستمرار القصف والاشتباكات.