أعلنت أربعة من أبرز الأحزاب السياسية السودانية، في بيان مشترك، عن موقف موحد تجاه الحرب الدائرة في البلاد، داعيةً إلى وقفها الفوري باعتبارها أولوية قصوى، ومشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعبًا، والتصدي لمخططات تفكيكه وتمزيق نسيجه الاجتماعي.
وضم البيان، الصادر أمس، كلًّا من حزب الأمة القومي، والتجمع الاتحادي، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، وحزب المؤتمر السوداني. وأكدت الأحزاب الأربعة أن الحرب المندلعة ألقت بظلال كارثية على كافة مناحي الحياة في السودان، مهددةً بقاء الدولة وتماسك المجتمع، ومتسببةً في نزوح ملايين المواطنين وانهيار اقتصادي وخدماتي شامل.
وانتقد البيان بشدة "توظيف آلة الدعاية الحربية لتشويه صورة القوى السياسية والمدنية، والحد من تأثيرها"، واعتبر أن ذلك تمهيد لمشروع يسعى إلى عسكرة الدولة وإعادة إنتاج النظام الشمولي. وأكدت الأحزاب أنها لن تصطف مع أي طرف من أطراف النزاع العسكري، مجددة التزامها بالمشروع الوطني لثورة ديسمبر المجيدة وأهدافها في الحرية والسلام والعدالة.
كما دعا البيان إلى:
محاربة خطاب الكراهية والتحشيد الإثني والجهوي.
معالجة الآثار الإنسانية الكارثية للحرب، ودعوة المجتمعين الإقليمي والدولي لتحمّل مسؤولياتهم تجاه الشعب السوداني.
رصد وتوثيق الانتهاكات لضمان عدم الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة الانتقالية.
إعادة الاعتبار للعمل السياسي المدني، وتوحيد الرسالة الإعلامية لنشر الوعي وتنظيم الجماهير لمناهضة الحرب ومسببيها.
واختتمت الأحزاب بيانها بالتأكيد على استمرار اللقاءات والتشاور بينها، لتنسيق المواقف والتفاعل الجماعي مع قضايا الوطن، مشددة على ضرورة الدفع نحو مسار مدني ديمقراطي يوقف الحرب ويستعيد الدولة لصالح شعبها.
